مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مثل المؤمن في الدنيا

      17 يناير، 2021
      0
    • "فإني قريب"

      8 يناير، 2021
      0
    • فصل فِيمَا يَلْزَم من دَخَل مَسْجِد النَّبِيّ ﷺ مِن الْأَدَب

      8 يناير، 2021
      0
    • فن الطعام بين درك الشهوات وطلب الآخرة والعبادات

      6 يناير، 2021
      0
    • جلسة ذكر

      6 يناير، 2021
      0
    • موقف ساعة خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود!

      5 يناير، 2021
      0
    • القراءات والقراء بفاس.. كتاب جديد للدكتور عبد العلي المسئول

      4 يناير، 2021
      0
    • تأملات قرآنية

      1 يناير، 2021
      0
    • إنّ مع العسر يسرا

      28 ديسمبر، 2020
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • البعد الإنساني في مقاربة قضية المرأة عند الأستاذ عبد السلام ياسين

      31 ديسمبر، 2020
      0
    • ثنائيات بانيات لخطاب الرحمة عند الإمام عبد السلام ياسين.. دالة ودلالة واستدلال

      30 ديسمبر، 2020
      0
    • المؤمنة وطلب الكمال العلمي في المنهاج النبوي

      29 ديسمبر، 2020
      0
    • مفهوم الإنسان وقيمة الرحم الآدمية في المنهاج النبوي

      28 ديسمبر، 2020
      0
    • الرحم الإنسانية عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله

      26 ديسمبر، 2020
      0
  • نساء صدقن
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
    • بعض من أنوار رسول الله ﷺ في سيرة صحابية

      27 أكتوبر، 2020
      0
    • المرأة الفلسطينية.. نضال مستميت منذ الأزل

      8 أكتوبر، 2020
      0
    • الربيع ابنة البيت المجاهد

      30 سبتمبر، 2020
      0
    • خولة جرجرة

      23 سبتمبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • إنها شجرة مباركة

      18 يناير، 2021
      0
    • أسس سعادة الحياة الزوجية

      16 يناير، 2021
      0
    • إضاءات من مجالس تنوير المؤمنات لإنجاح العلاقات الأسرية 1/2

      14 يناير، 2021
      0
    • الاحتضان وأثره على الطفل

      14 يناير، 2021
      0
    • رفقا بالقوارير

      13 يناير، 2021
      0
    • الرفق

      13 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • الصالون المغربي

      7 ديسمبر، 2020
      0
    • وصية من ذهب

      24 نوفمبر، 2020
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • توبة المَلُولَة (قصة قصيرة)

      17 يناير، 2021
      0
    • الهيئة الحقوقية للجماعة تطالب بمحاسبة المسؤولين عما وقع في البيضاء وجبر ضرر ...

      13 يناير، 2021
      0
    • مداخلة دة. قطني في المائدة الحوارية حول "المرأة المغاربية والتطبيع.. الأدوار المنتظرة"

      12 يناير، 2021
      0
    • المرأة و الإعلام (2) | من أجل إعلام إسلامي قوي .. ...

      12 يناير، 2021
      0
    • اتفاقيات التطبيع في ضوء قواعد القانون الدولي.. دراسة حقوقية قانونية (2/2)

      11 يناير، 2021
      0
    • صلح الحديبية والتطبيع.. أية علاقة؟

      10 يناير، 2021
      0
    • العدل والإحسان تعزي في ضحايا سقوط منازل بالبيضاء وتدعو إلى فتح تحقيق

      9 يناير، 2021
      0
    • لا أمي عادت.. ولا البحر رأيت

      7 يناير، 2021
      0
    • المرأة المغربية.. حصيلة سنة خيم عليها شبح الوباء (تقرير)

      4 يناير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
روح العبادة
Home›عين على الآخرة›روح العبادة›خواطر مشتاق إلى بيت الخلاق

خواطر مشتاق إلى بيت الخلاق

بقلم عبد الصادق الرقيبي
3 نوفمبر، 2011
1921
0

بادئ ذي بدء أبارك لكافة المسلمين هذه العشر الأوائل من ذي الحجة الحرام، وأضع بين أعين القراء هذه الخواطر التي خطرت ببالي: لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك، ذكر يتردد على شاشات القنوات في مثل هذه الأيام من كل عام هجري إيذانا بحلول موسم الحج، ذكر ما إن تنتهي إلى الآذان نغمته إلا سرت قشعريرة في الأبدان، باعثها الشوق إلى أطهر مكان: كم يهفو فـــؤادي لتلك الديـــــا***وبشوق أنادي شفيعي المختـار
قد طال ابتعادي عن أغلى مزار***والحج مرادي وديار النبــــــي
من فرط شوقي لبيت الله قد همرت***عيني بدمع على الخدين رقراق ذكر هو استجابة لنداء الله الذي أمر خليله إبراهيم الأواه أن يرفعه، فقال جل في علاه: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَاتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَاتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الانْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (27) ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)”1

رحمة وأي رحمة هذه، الغني عن العالمين يتودد سبحانه إليهم ليحجوا بيته الحرام من أقصى بقاع وأصقاع الأرض راجلين أو راكبين، لأجل ماذا يا حنان؟ ليشهدوا منافع لهم، وانظر إلى كلمة “لهم”، فهو الغني ونحن الفقراء إليه، ومع هذا يدعونا لشهود منافع مادية ومعنوية، دينية ودنيوية، وأيضا لأجل ذكره تعالى في أيام معلومات، “وَيذْْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُُومَاتٍ”2 ، وما شرعت العبادات كلها إلا لإقامة ذكر الله كما قال سبحانه في شأن الصلاة “وأقم الصلاة لذكري”3.

الحج إذن موعد سنوي يضربه الله عز وجل لعباده في البلدة التي حرمها، فالإعداد له إعداد لرحلة وسفر، ومعلوم أن السفر يستلزم زادا، ولهذا أمر الحق جل وعلا بالتزود لهذه الرحلة المباركة فقال في سياق عرض مناسك الحج: “وَتَزَوَّدُواْ” وأرشد في نفس الآية إلى أفضل زاد وأكمله بقوله “فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى” وختمها بالأمر به فقال:” وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الاَلباب”4 . فلا بد إذن من زاد مادي وروحي يليقان بمقام هذه الضيافة الربانية، من حرص على شهود المكتوبات مع الجماعة، وصوم النافلة، وبكاء على المضيف سبحانه والتضرع إليه أن يقيني الحجب والموانع والعقبات عن هذه الضيافة، ثم رد المظالم إلى أهلها من ديون وودائع وعواري، ومصالحة الخصم واعتذار إليه وإلى كل الأقارب والمعارف، ويبقى دفع الواجب المالي والمستصحب من المال ركيزة مهمة في الجانب المادي من هذا السفر العظيم، وهنا يطرح سؤال مصدره، وما أدراك ما مصدره، إذ من هنا يؤتى كثير ممن يقصدون البيت الحرام، فلا يرجعون من الحج إلا باللقب، تلفي الواحد مأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، أو أن المال الذي دفعه اكتسبه من حرام، أو نودي عليه أو خرج سهمه ليحج بمال المستضعفين والأمة عموما، أو ما يطلق عليه في عصرنا المال العام، مسكين من هذا مصدر ماله، فكيف إن قصد به الحج، أنى يستجاب له، اللهم إنا نسألك رزقا حلالا طيبا.

وتبدأ الرحلة بتوديع الأحباب والأصحاب، كذلك يودعوننا يوم تحل بنا المنية والوفاة، في السفر للحج نودعهم، وفي السفر للآخرة هم الذين يودعوننا، لا إله إلا الله، اللهم ارحمنا إذا توفيتنا. آمين.

تحلق الطائرة أو تبحر الباخرة أو تنطلق الحافلة فيحلق معها ويبحر وينطلق الشوق إلى أقدس مكان وأطهره بيت الله الحرام، والشوق هو حادي أرواح العارفين إلى لقاء رب العالمين.

ونحل بأشرف البقاع فتغمرنا فرحة الحلول بأرض مشى عليها أشرف الخلق وسيد الخلق وخير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كانت البداية بالمدينة فنحن بأرض في تٌربِها دفنت ذاته النقية التقية الزكية، آه القشعريرة تملأ كياني أن حللت بهذه الأرض الطيبة: واشـــــوقــاه واشوقـــــــــاه***إلى لقياك رسول اللهشوقي سعى بي إلى المدينــة***أزور بدر الهدى نبينا وإذا بالأقدام تطأ عتبة المسجد النبوي، فيقشعر الجلد لحلول الجسد والروح معا بمسجد سيد الاولين والآخرين، وما أن وقعت العين على المضجع الشريف ومقام النبي الحنيف حتى سالت الدموع على الخدين غزارا، أسالها تحقق المراد، الذي فتت الأكباد، وقفة بين يدي خير العباد، والشهادة له بالتبليغ لكل عاكف وباد، وطلب شفاعته في يوم التناد:أرجو شفاعة من ترجى شفاعته***عند الشدائد في خوف وإطباق
محمد من به الأكوان قد لبســـت***أزياء نور وإشعـــاع وإشراق
فهنيئا لمن يحظون بزيارة الحبيب المصطفى قبل المناسك، وحتى للذين يزورونه بعدها، وإنما جرت العادة أن صاحب الدار هو أول من يتلقاك فيدخلك إلى الدار، فمكة الدار، ورسول الله صاحب الدار، وهو في المدينة المنورة، وبمكة المشرفة المناسك، لكن بطيبة من جاء بالمناسك، وهل شرفت مكة وتنورت المدينة إلا به صلوات ربي وسلامه عليه.وما حب الديار شغفن قلبــي***ولكن حـــب من سكن الديــارا
وبالمحب اعتلال ليس يدركه***خالي الفؤاد ومن ليسوا بعشاق
بعد السلام على خير البرية والشهادة له بالتبليغ، ينتقل الزائر للسلام على الصاحبين الخيرين: عبد الله العتيق من في الغار رفيق أبو بكر الصديق، والفاروق عمر الصدوق.

طوبى لمن حظي بزيارة صاحب الدار أولا، وصلى في مسجده ومسجد قباء، وزار البقيع وأُحُد وغيرها من المزارات، وتزود من هذه الزيارة الميمونة للمناسك بانشراح صدر واتقاد عزيمةٍ وفرحٍ لا يوصف، كيف لا وقد اجتمع الفرع والأصول.

وحل موعد الذهاب إلى البلد الأمين، فصلت القافلة بعبق الإيمان نابع من زيارة سيد ولد عدنان، بلغت القافلة الميقات.

عند الميقات يتطهر الحاج ويلبس الإحرام، يا لها من لحظة اتعاظ “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوَ اَلقى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ”5 إزار ورداء فقط، تجرد من المحيط والمخيط، تجرد مؤقت من الدنيا يذكر بيوم الخروج والتجرد الحق منها، يوم الرحيل إلى المولى الجليل، اليوم نتجرد من ثيابنا والدنيا اختيارا وامتثالا، وغدا نجرد منها إجبارا لا اختيارا، نترك الدنيا خلفنا ونقبل يومئذ على الآخرة. اللهم ارحمنا إذا صرنا إليك.

ويشرع في التلبية التي لها معان عظمى أهمها:

تجديد الشهادة لرب العالمين بوحدانيته، وإلا فكل مولود يولد على الفطرة،” وَإِذَ اَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمُ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا”5، تجديد العهد مع الواحد الأحد على التدين بدينه الإسلام، وسؤاله الثبات عليه.

الآن الوجهة البيت الحرام، انطلاقة نحوه تتجدد معها القشعريرة، إنه الشوق إذا غلب، وما إن حللنا بمكة المحروسة، ووطأت الأقدام عتبة المسجد الحرام، ووقعت العين على الكعبة المشرفة حتى انهمرت الدموع من المقلة بلا شعور، وحق لها أن تنهمر وهي لأول مرة ترى فيها الكعبة المشرفة عين اليقين، يزيدها انهمارا تحقق رجاء بلوغ البيت العتيق.

ثم يشرع في طواف القدوم، يا رب ها أنذا قد قدمت إليك فاقبلني، انكسار وافتقار بين يدي العزيز الغفار، رجاء أن يحط عني الأوزار، ويختم لي بخاتمة الأبرار، ويحشرني في دار القرار مع المصطفين الاخيار، “وحق على المزور أن يكرم زائره”6، شرطه ما سبقت الإشارة إليه من صحة الإعداد، لأن من صحت بدايته أشرقت نهايته.

والطواف يختم بركعتين شكرا لله تعالى على بلوغ بيته الحرام وبدء المناسك، وطلب العون منه على ما تبقى منها، ثم يشرب من الماء المبارك زمزم، اللهم اسقنا يوم الحشر من حوض حبيبك المصطفى ورسولك المرتضى وشفيعنا المرتجى شربة بكفيه الشريفتين لا نظمأ بعدها أبدا، ورفقة له في مستقر رحمتك آمين.

ويأتي السعي بين الصفا والمروة انقيادا واقتداء، انقياد لرب العالمين، وكل المناسك انقياد وامتثال لا مجال للعقل فيها، واقتداء بسيدتنا هاجر أم إسماعيل زوج إبراهيم الخليل عليهم وعلى نبينا مخمد الصلاة والسلام.

أما ما بعد السعي إلى يوم عرفة فما أشبهه في نظري بحياة البرزخ، من حيث انتظار يوم القيامة، وبخاصة يوم التروية.

ثم إذا نحن بيوم عرفة ينبلج فجره ويُسفِر صبحه، الله أكبر، حل يوم الحج الأكبر ، حل يوم القيامة الصغرى، ها قد أشرقت شمس يوم الركن الركين في الحج، ها قد بزغت شمس أفضل يوم في السنة كلها، فبدأت أفواج الحجيج تتجه نحو موقف عرفات، ياله من مشهد عظيم، اللباس واحد، الذكر واحد، الوجهة واحدة، كأني بيوم القيامة الكبرى حيث يحشر الناس إلى المحشر، وأذكرك أخي القارئ بأن الله تعالى افتتح سورة الحج بمشهد من مشاهد يوم القيامة فقال:” يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم”، وامتلأت عرفات عن آخرها بضيوف الرحمان، وحل الزوال، وهو موعد الخطبة من مسجد نمرة، خطب الخطيب واعظا ومذكرا وناصحا، ثم ختم بالدعاء للأمة، ورفع الأذان فأقيمت الصلاة وقضيت جمعا وقصرا للظهر والعصر، ثم بدأ الوقوف بعرفة، “وخشعت الاصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا” يا ترى ماذا جرى، بدأ العرض، عرض ماذا؟ عرض الحاجات على رب البريات، بقلوب واجفة، أبصارها خاشعة، طمعا في عفوه وعتقه ورحمته ومغفرته، صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وروي عنه أيضا أنه قال: إذا كان يومُ عرفةَ نزل الربُّ إلى سماءِ الدُّنيا ليباهىَ بهم(يعني الحجاج) الملائكةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادى أتونى شُعْثا غُبْرا ضاحِين من كل فجٍّ عميقٍ، أشهدُكم أنى قد غفرتُ لهم، فتقولُ الملائكةُ إنَّ فيهم فلانا مرهقا وفلانا، فيقولُ اللهُ قد غفرتُ لهم، فما من يومٍ أكثر عِتْقا من النارِ من يومِ عرفةَ” رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين” آمين.

وتأذن الشمس بالمغيب ويحل الغروب، لحظة وأي لحظة، والله لحظة وأي لحظة، انفض الجمع، نفرة الحجيج بدأت، كأني بيوم القيامة وقد حكم أحكم الحاكمين بين العباد وانقضى الحساب، كذلك الحجاج الآن هاهم قافلون رجالا وركبانا لا إلى منى التي باتوا فيها بالأمس ولا إلى مكة التي كانوا فيها من قبل، إنهم نزلوا منزلا جديدا اسمه مزدلفة للمبيت بها امتثالا وانقيادا.

ويتنفس صبح يوم النحر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، إنه يوم رمي جمرة العقبة الكبرى ونحر الهدي والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة، إنه يوم التحلل الأكبر لمن أفاض، والأصغر لمن أخر طواف الإفاضة، إنه يوم شكر للمولى الشكور على ما وفق إليه من المناسك وأعظمها شهود الوقوف بعرفة، فلا غرو أن يتغير الذكر من تلبية إلى تكبير وحمدلة.

ثم تتوالى أيام التشريق بمنى ويتوالى معها رمي الجمرات، مع الدعاء، كل هذا في فرح لا يفارق القلب وبشر يعلو المحيا بنعمة الحلول بالبلد الأمين وتيسر أداء المناسك، والتطهر من الخطايا، والإكثار من القربات وكذا المعارف، فرب معرفة في الدنيا بركة في الآخرة. “ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات “.

وانتبه معي يا من يقرأ هذه السطور فكل المناسك لا تخلو من ذكر تحقيقا لهذه الآية.

ويأتي يوم الوداع، آه إنه يوم فراق البيت الحبيب، مقام إبراهيم المنيب، وما أعز على النفس فراق الحبيب، هاهم ضيوف الرحمان يطوفون طواف وداع لدار الضيافة لا المضيف، وطواف الوداع كله دموع وأنين، وتضرع لرب العالمين ألا يكون هذا آخر عهد بهذا المقام الأمين.

ختاما أقول اللهم أكرمنا بحج بيتك المحرم، ثم إني لأرجو أن يكون حديث الحجاج مع أقربائهم وأحبائهم بعد عودتهم حديث تشويق إلى البيت العتيق عسى أن يثيب الخلاق، كل مشتاق تواق، منعته من حج البيت قلة الأرزاق، جنته يوم التلاق.يا راحلين إلى البيت العتيق لقد***سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
لقد أقمنا على عذر وعن قــــدر***ومن أقام على عذر فقد راحـــــــا
والحمد لله رب العالمين.

1سورة الحج

2نفسها

3سورة طه الآية13.

4نفسها الآية 197

5سورة ق

6أخرجه ابن أبى الدنيا فى فضل ذى الحجة ، والبزار ، وابن خزيمة ، وقاسم بن أصبغ فى مسنده ، والبيهقى فى شعب الإيمان عن سيدنا جابر رضي الله عنه ونحوه عند مسلم

السابق

“كلوا واطعموا وادخروا”

التالي

زينوا أعيادكم بالتكبير

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • روح العبادة

    معالم في السلوك إلى الله تعالى 6

    13 فبراير، 2015
    بقلم مريم ياسين
  • روح العبادة

    شعائر الله أسرار ومعاني

    6 أغسطس، 2019
    بقلم سكينة الشفاء
  • روح العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    سيدنا محمد ﷺ.. نور الله لخلقه من الأزل إلى الحوض

    10 نوفمبر، 2019
    بقلم نادية بلغازي
  • روح العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    الفيلالي: كل العوالم فرحت بمولد رسول الله.. فكيف نكون نشازا؟

    7 نوفمبر، 2019
    بقلم نزهة الفيلالي
  • روح العبادة

    عيد الانعتاق

    11 يناير، 2019
    بقلم صفاء طريبق

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    رمضان مدرسة لتعلم خصال النبوة

  • نساء صدقن

    خير نساء العالمين خديجة بنت خويلد

  • منطلقات

    قضايا متعلقة بالمرأة في العصر الحالي بين التجديد والتقليد

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • نساء ونساء

    بقلم كلثوم أيت أزوبير
    19 يناير، 2021
  • لا تخرجوهن من بيوتهن

    بقلم فاطمة لعسيري
    18 يناير، 2021
  • إنها شجرة مباركة

    بقلم نادية كوتي
    18 يناير، 2021
  • توبة المَلُولَة (قصة قصيرة)

    بقلم وفاء غازي جرنيتي
    17 يناير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • رقيقة في دقيقة.. “ولا تكن من الغافلين”
  • تأسيس شبكة للإعلاميين المغاربيين المناهضين للتطبيع
  • في ذكرى الأستاذ أحمد الملاخ.. أي وزن للمسلمين؟
  • تعلم لغتك.. الممنوع من الصرف
  • التربية النبوية على رعاية مصالح الأمة
  • مثل المؤمن في الدنيا
  • الإمام ياسين يحفز المؤمنين على التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020