أراضي الجموع والتواطؤ على هضم حقوق السلاليات

أراضي الجموع أو ما يسمى أراضي السلاليات يقصد بها الأراضي التي توجد في حوزة المجموعات السلالية (قبائل, قرى, دواوير…) كان تدبير الانتفاع بها يتم حسب أعراف سادت قبل الفتح الإسلامي لمنطقة المغرب. واستمرت بعد ذلك. حيث كان تقسيم الأراضي الذي يوكل لرؤساء هذه المجموعات التي يمثل مالكوها من طرف النواب الجماعية الذكور
يعتمد على معايير ذوي الحقوق الذي يقتصر على الذكور دون النساء. هذه الأعراف الجاهلية بمباركة الوزارة الداخلية تنكر دون استحياء حق المرأة في الإرث الشرعي. وقد كانت هذه الأراضي غير قابلة للتفويت ﴿البيع- الشراء﴾ فكانت بذلك تستغل جماعيا عن طريق الانتفاع أو استفادة ذوي الحقوق من العائدات التي توفرها. أما حاليا فقد أباحت الوزارة الوصية إمكانية تفويت هذه الأراضي مقابل تعويضات يستفيد منها الرجال دون النساء. فلماذا يا ترى هذه التعديل الفجائي؟ وماذا عن تسويف أحقية المرأة في الإرث الشرعي؟ لماذا تفوت هذه الأراضي بسرعة البرق في حين تسوف أحقية النساء في أراضي الجموع ببطء السلحفاة؟
أراضي الجموع جمعت كل المتواطئين على هضم حقوق المرأة باسم عرف جاهلي أصم يتجدر في أعماق الأرض لا يحتكم لا إلى الشرع ولا إلى القانون.. أراضي السلاليات أسالت لعاب الرؤساء الظلمة وفتحت شهيتهم للنهب وتسريع التفويت من طرف الوزارة الوصية، وزارة الداخلية.
ففي دوار أولاد بوخدو بفقيه بن صالح كان رد السلطة بعد أن استولت على أراضي الجموع بأنها سلمت بتوصيات سامية. ناهيك عن تفويتات لا معقولة بالسلطة والنفوذ وبأثمنة بخسة كما حدث في دوار الحبابيس جماعة سيدي حمادي قيادة بن موسى والأمثلة كثيرة.. وقد يتساءل البعض ما مصلحة الوزارة في مثل هذه الخروقات؟ ولماذا لا يتحرك المسئولون؟ لعل السبب الوحيد والذي يدمي القلب هو أن الوزارة الوصية استوصت خيرا بالعباد خصوصا النساء فتواطأت مع لوبيات العقار، سماسرة العقارات، لنهب أراضي السلاليات. فأضحت محط أطماع بعض النافذين الذين قفزوا على كل المسا طير القانونية، التي سوغت لهم الاستيلاء على هذه الأراضي..
فهل من مدونة تضمن الحقوق وتلغي الأعراف الجائرة؟ هل من قانون للقبائل السلالية ليعترفوا أخيرا بالحق ويعاملون نساءهم كالحرائر؟ هل من قانون يلغي وصاية الداخلية الجائرة التي أفتت بالظلم حيث أباحت الحرام باغتصاب الأرض وحرمت الحلال بنفي الإرث؟ وهل من قانون يقضي بمساءلة المتورطين في سرقة هذه الأراضي المسلوبة؟.