بيان استنكاري: ضد الاعتداءات والاعتقالات التي طالت نساء المدينة

فصل آخر من فصول القمع والاضطهاد شهدته ساحة التغيير ببني مكادة بمدينة طنجة يوم 22 ماي 2011، إذ عرفت تدخلا عنيفا لقوات المخزن في حق تظاهرات سلمية نظمت استجابة للمسيرة الشعبية التي دعت إليها حركة 20 فبراير والتنسيقية الداعمة لمطالبها، مما أدى إلى اعتداءات سافرة وهمجية على المتظاهرين والمارة على السواء، لم تستثن الشيوخ، ولا النساء الحوامل، ولا الأطفال.
وقد أسفر هذا التدخل الهمجي عن اعتقالات واسعة في حق عموم الجماهير الشعبية، تجاوزت 196 معتقلا، من بينهم 7 نساء تم اقتيادهن بالقوة لمخافر الشرطة وتمزيق ثيابهن ونزع حجابهن وأحذيتهن في جو من الإهانة والترهيب، مما أدى إلى حدوث حالة إجهاض في حق إحدى السيدات إضافة إلى حالات إغماء. كل ذلك في محاولة يائسة لبث الرعب والخوف في قلوب نساء هذه المدينة قصد ثنيهن عن المضي قدما في المسيرة التحررية نحو الانعتاق من كل قيود الظلم والاستعباد أيا كان شكلها.
وفي تناقض صارخ مع ما يرفعه المخزن من دعاوى تحرير المرأة وضمان حقوقها، ها هو يسعى بكل الوسائل لحرمانها من حقها المشروع في التظاهر السلمي والمطالبة بحقها في العيش الكريم في بلد تسود فيه الحرية والكرامة والعدل. وهذا ليس غريبا في دولة تنتهك أدنى حقوق المواطن وتجعل من تحرير المرأة مجرد شعار تردده في المحافل الرسمية والدولية.
إننا في القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان بمدينة طنجة، إذ نتابع بأسى عميق التوجه الهستيري الذي يصر النظام المخزني على المضي فيه والذي لا تحسب عواقبه، نعلن ما يلي:
ـ إدانتنا للاعتداءات والاعتقالات التي تعرض لها المواطنون والمواطنات بمدينة طنجة واستنكارنا الشديد لكل أشكال العنف والاضطهاد التي لحقت المواطنين في كافة أنحاء البلاد.
ـ تحميلنا للأجهزة الأمنية مسؤولية الأضرار النفسية والجسدية التي لحقت النساء اللواتي تم ضربهن واعتقالهن، من بينهن حالة إجهاض، انتفاخ على مستوى القدم، إصابة على مستوى الكتف…
ـ إدانتنا الشديدة لاعتقال السيدة ن.ف وهي حامل مما أدى إلى إجهاضها داخل مخفر الشرطة ومطالبتنا بجبر ضررها المادي والمعنوي
ـ إشادتنا بالثبات البطولي لنساء مدينة طنجة، وإصرارهن على حقهن في التظاهر بشكل سلمي والمطالبة بحقوقهن المشروعة .
ـ تضامننا مع أسر كافة المعتقلين ومطالبتنا بالإطلاق الفوري لهم بدون قيد أو شرط
ـ دعوتنا كافة الهيئات الحقوقية والنسائية وكل الفضلاء في هذه المدينة لنضع أيدينا في أيدي بعض من أجل مناهضة الظلم والاستبداد والتصدي لكل أشكاله وتجلياته من أجل إنقاذ مستقبل هذا البلد الحبيب.
وختاما نسأل الله تعالى أن يرفع الظلم والاستبداد عن هذا البلد الحبيب وشعبه الأبي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الثلاثاء 20 جمادى الثانية 1432 ه
الموافق لـ24 ماي 2011 م