يسجد الرأس منه وباقي الأعضاء رفعت إلى السماء!

هذا حال من يختار إمام صلاته اختيارا عشوائيا، رأس ساجد وباقي الأعضاء في السماء. حكاية أهل قرية ومسجدهم المتواجد على قارعة الطريق، دائما يستقبل وجوها جديدة للصلاة من مسافرين وسياح وعابري سبيل مسجد لا يعرف استقرار مصليه فعند كل صلاة يختار إماما من المصلين يتقدمهم…
وذات مرة وحال المسجد على ما هو عليه أذن لصلاة العصر فاجتمع المصلين ورشحوا أحد المسافرين إماما، نظيف وأنيق، وعليه وقار، وكم فرح بإمامة المصلين وكان ذلك باديا عليه، كبر وقرأ في سره ثم ركع وبعدها سجد، ولكم أطال السجود والأغلبية مسافرة لا حق لها في التأخر والركب سينطلق، لكن الإمام لازال راكعا. رباه ما العمل أصاحبنا مات أم أغمي عليه أم ما الخطب؟ لعل الأمر جلل؟ احتار كل مصلي أيرفع رأسه ليستقصي الخبر أم يقتدي بالإمام؟ أليس الاقتداء بالإمام من شروط الصلاة؟ أيلجأ للفتوى؟ كيف والكل ساجد والصمت من شروط الصلاة؟! رباه طال الصمت وطال الركوع وطالت الحيرة؟
تجرأ أحد المصلين وما ينبغي له! ورفع رأسه ويا لهول ما وجد؟ رأس الإمام ساجد فقط دون باقي أعضائه فقد رفعت في السماء، لا يذهبن عزيزي القارئ بالك إلى معجزة من المعجزات أو كرامة من الكرامات، بل وجد إمامنا المحترم واضعا بشكل حركة رياضية رأسه إلى الأرض ورجلاه مرتفعة إلى السماء..!
في ظنك من المخطئ؟ الذين اختاروا الإمام أم من وقع عليه الاختيار؟ أم الحالة العشوائية التي يعيشها المسجد وكيف أصبح زوار المسجد من عابري سبيل لهم حق الانتقاء وتوزيع الأدوار كما أن لهم حظ من إمامة المصلين وهم الغرباء البعداء، وأصحاب القرية يقبلون ويمتثلون ويكبرون ويهللون لكن من ألطاف الله بهم أن أجسامهم بقيت راكعة لأنهم كانوا ساجدين ولو أعينهم رأت حال إمامهم لاقتدت به وأصبحت الرؤوس ساجدة والأعضاء إلى السماء أليست الإمامة هي تقدم شخص على الناس على نحو يتبعونه ويقتدون به؟
وقد لا يجد الحال غريبا من يظن أن الصلاة عبارة عن حركات رياضية يستريح بها البدن خمس مرات في اليوم ليتم نشاطه اليومي؟
أليس سوء اختيار الشعوب لحكامها ينطبق عليها مثل مسجدنا وإمامه المختل عقليا؟ أليست كل الموازين قلبت رأسا على عقب لا يكترثون للفرض ولا للنفل ولا للواجب وهذا حال من لا يحسن الاختيار ولا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب فالحاكم إمام قائد يمسك بزمام الأمور، فهو إمام الصلاة وإمام الحجيج وإمام الدعوة وإمام الجهاد. وهو الجُنَّةٌ ومعناها الحرز والحماية المتحققة للأمة من خلال إمارة الحكم وإمامة الصلاة، حيث جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين إمارة الحكم وإمامة الصلاة من خلال هذا المعنى فقال « مَنْ أَطَاعَنِى فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِى، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِى، وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ »
وبذلك أصبحت الجُنَّةٌ أهم صفات التوافق بين إمارة الحكم وإمامة الصلاة، وإمارة القتال هو الوقاية لمن خلفهم من الأمة والمصلين والمقاتلين.
وقبل وبعد أليس الأمير جنة لشعبه حارسا واقيا له لا يبيعه مهما كانت الظروف والأحوال، آو ليس هذا حال الشعوب العربية مع حكامها؟!! أو ليست ريح عبق جنانهم تفوح في شوارع مستوطناتهم؟!! أو ليس إمامنا المريض عقليا الذي سجد الرأس منه دون باقي الأعضاء وقد رفع عنه القلم أحسن حالا من إمام يقول إلى الأمام لتسوية صفوف القتال من أجل تقتيل والتنكيل بشعب لا ذنب له إلا أنه اختاره اختيارا عشوائيا فرفع رأسه ليستفسر عن طول تركيعه وتعبيده… ويا لهول ما وجد؟!!