الشعلة إليك سيدتي…

ما أحوجنا اليوم لتصحيح قراءاتنا لنصوص الحديث الشريف، لتجديد وبعث المعاني الساطعة التي أرادها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بهدف إحياء القلوب لتفجر فينا السلوك الإيماني فيحدث الوفاق المطلوب بين القلب والجوارح.
لقد غيبت معاني الأحاديث والروح المحفزة التي تبعثها، خاصة فيما يتعلق بشأن المرأة.
فقه مغيب أراد للمرأة أن تعيش في الظل، لا يرى لها عمل ولا يسمع لها صوت إلا صوت التابع الذي لا قرار له.
فقه قصر دورها على خدمة الزوج والاهتمام بالبيت ليس إلا، بعدما كانت منارا ينير الطريق بوظائفها التي زكاها فيها القائد الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي جعل منها كائنا مشاركا وفعالا، راعية لشؤون بيتها وحاملة لمشروع التغيير مع أخيها الرجل ومشاركة في هموم المسلمين.
ففي الحديث الذي رواه الشيخان والترمذي وأبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول يقول:“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”فأين أنت أختي من هذه المسؤولية التي تعهدها عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتشلك من قيود الرق إلى عبق الحرية وحولك من كم مهمل محمول إلى صانعة مستقبل ومشاركة بفعالية، فها هي أمنا عائشة الزوجة الحبيبة الراعية في بيتها ترعى مع هذا شأن الأمة ويحركها هم الله تعالى إلى رعاية هم المسلمين فتشارك في أحد بتضميد الجراح وتحمل القرب لتسقي الجرحى وهي العالمة الفقيهة التي وعت أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأدتها بحق وبمسؤولية في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وعهد من كان من بعدهم.
مسؤولية تفهمها المرأة اليوم كما أريد لها في فقهنا المنحبس مع الأسف فهم ساذج لا تحاول أن تخرج من شيئيتها لتثبت وجودها، وتبرز ما حباها الله تعالى به من مهارات وطموحات وعلو همة.المومنون والمومنات بعضهم أولياء بعضالآية ولاية راعية ومسؤولة
مسؤولية يقف صاحبها غدا أمام رب العزة ليسأل عن حسن أدائها.
مسؤولية تشمل البيت وخارجه، تهتم بصناعة أجيال وتعبئة أمة “من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”مسؤولية فهمتها الصحابيات اللواتي عشن في كنف القرآن وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فالشعلة إليك أختي فتسلميها مقتفية أثر السابقات وأتمي ما بدأنه من خير ولا تنسي أنهن نلن ما نلنه بعد صبر وقوة تحمل وحب للجهاد في سبيل الله وتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق وتحقيق الولاية مع المومنين في جميع الميادين.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤوليتك أنت كذلك أختي، تكملين بذلك بناء لا يمكن أن يكتمل إلا بحافظيتك، تعطين وقتك وعقلك وفكرك وجهدك ومالك للمشاركة في هموم المسلمين، وبذلك تكون لك بصمة تؤثر في من حولك في الحياة الدنيا وما بعدها فتفوزي برضا الله، لا حرمني الله وإياك منه.