أماه… موعدنا بيت الحمد

أماه يا من ناديتني بأنبل الكلمات فلذة كبدي وثمرة فؤادي وخاطبتني بأرق العبارات يا من جعل لي الله قرارا في بطنك وتولتني عنايته في أحشائك و أرضعتني لبنا خالصا من ثديك وداعبتني حتى أخذت اللثمة من بين يديك ولاعبتني حتى نمت على صدرك و ألقيت محبتي في قلبك وفجأة اختطفتني المنية منك فآلمك فراقي وفاجعك وأمطرت نعشي بدموعك.
يا منبع العطف والحنان، اصبري واحتسبي وارضي بقضاء الله وأبشري وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا إليه راجعون.
أماه الذي تولتني عنايته في أحشائك قادر على أن يتولاني حين يلقاني فقد كلف الخليل وزوجه سارة برعايتي حتى تردي علي يوم التلاق.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“أولاد المومنين في الجنة يكفلهم ابراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة”.
أماه لا تقلقي بشأني فحليبك الذي أرضعتنيه لا زلت أرضعه من ضروع طوبى، والحضن الذي أعطيتنيه لا زال قائما من خليل الرحمن فائضا. عن خالد بن معدان قال إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع تلك الشجرة وحاطهم خليل الرحمن عليه السلام.
يا حافظة الفطرة
ارتاحي فقد أفرغك الله من رعايتي والسهر على خدمتي وأنا والله شبعان ريان لا يخصني إلا لقياك والهناء برؤياك عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد في الاسلام فهو في الجنة شبعان ريان يقول يا رب أورد علي أبواي”.
أماه لا تحزني إن كان الفراق هناك فاللقاء هنا لتنعمي بملاعبتي ومداعبتي أبد الآبدين.
اهنئي بطفلك الأبدي الذي خلد في الجنان وكان ممن ذكر في القرآن ” ولدان مخلدون”
فهنيئا لك أماه أن جعلني الله ذخرا وملاذا لك وشفيعا فموعدنا بيت الحمد إن شاء الله. عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“إذا مات العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون: نعم، فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد” 2 .