شدي حليك يا بلد……الحرية بتتولد

في الاسكندرية اليوم مظاهرة شعبية لمساندة مظاهرة الرحيل بميدان التحرير، أنطقت الفطرة طفلا فصاح “شدي حيلك يا بلد… الحرية بتتولد” فهتفت وراءه الجماهير معجبة بفطنته. إنها مقولة تقال للحامل ساعة المخاض وهي تنازع الموت لتعطي الحياة لخلق جديد.
فعلا إننا أمام ولادة جديدة لمعاني التغيير والحرية، ولادة جديدة لعهد جديد بما تحمله الكلمة من معنى
انتفاضة الياسمين المباركة، يصل شذى عبيرها إلى كل الشعوب التي ضاقت ذرعا بظلم الظالمين ورزحت دهرا تحت نير الطغيان وسياسة الكيل بمكيالين فتاقت لاستنشاق نسمات الحرية وانتفضت.
بعدما ظن حكام الجبر أنهم قد أحكموا قبضتهم على الشعوب بفضل الاعتصام بالدساتير الوضعية والاحتماء بقوانين الطوارئ والركوع في محاريب أسيادهم، أبى الله إلا أن تكون انتفاضة شعوب طالما اعتقدت أن القبول بالوضع الراهن قدر محتوم، فهبت بفضل الله من سبات، وكسرت قيد الخنوع ولفظت طوق الخضوع وتمخضت عسرا لتلد فجر الحرية.
ولادة جديدة لاشك، لكن الوليد لابد أن يرعى ويصان حتى لا يتأثر بما حوله، خصوصا إن كان الوسط موبوءا
والتركة ثقيلة والفساد كبير.
تحد ضخم ينتظر التوانسة والمصريين ومن سار على دربهم لإصلاح ما أفسدته الأنظمة الراحلة، لا بد من تكاثف الجهود وتظافرها كي لا يخرج الوليد معوقا أو يموت بعد الولادة مباشرة، لابد من أن تتحمل كل الأطراف مسؤولية البناء على الأنقاض وتصلح ما خلفه العهد القديم من أضرار.