امرأة بألف رجل.. وسام نبوي شريف

في مواطن الشدة تكون المعادلة صحيحة .. أم.. زوج ..بنت المعتقل لم تستسلم وتهرب من الميدان في
الفترات الحرجة التي قد يثقل الأمر على الرجال ويتبرجوا عن ساحة المعركة.. فكم من جندي تنزل الرهبة في قلبه ويتزحزح عن برجه الاستراتيجي أثناء المعركة، فتصدق عليه عبارة تبرج الجندي.. عجيب هذا المصطلح “التبرج” كم كنت أعتبره خاص بالمرأة فقط التي لا ترتدي”الحجاب” ليتحرر المفهوم لدي الآن وينطلق لصيقا بكل من خرج عن البرج أو المكان أو المهنة التي خصه الله تعالى بها.. فمن برجهن الاستراتيجي كانت تطل النساء.. القائمات لله على قدم أمهات المؤمنين والصحابيات اللواتي فزن بلقب.. امرأة بألف رجل .. هذا الوسام النبوي الشريف الذي حازته صحابية جليلة في معركة أحد وهي أم عمارة وهي تقاتل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم… رآها النبي تنزف فنادى ابنها قائلا:“يا ابن أم عمارة أمك أمك. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان… بارك الله عليكم من أهل بيت”.
امرأة بألف رجل.. قلت: في مواطن الشدة تكون المعادلة صحيحة.. وفي الفترات العادية؟!! أتعود لزاوية السكون والخمول والحجاب لا اقصد هنا لباس المر أة الشرعي ” الذي يعتبر في الأصل إذن صريح للمرأة المسلمة بالخروج من بيتها لقضاء حوائجها وصلاتها وكسبها ومشاركتها العامة في الحياة..
هذا التعريف أو التحرير لمفهوم الحجاب وتحرير لإرادة المرأة مما عهدنا قراءته وسماعه من ألقاب ونعوت توصف بها المرأة فأصبحت وللأسف تحسب نفسها كذلك.. المرأة الضعيفة.. المرأة العاطفية.. المرأة “العوان عندكم” كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته للرجال بالنساء خيرا والتي أعطيناها بفهمنا الخاطئ عكس مقصودها ومقتضاها في الحديث.. المرآة “لولية” كما عندنا في اللسان الدارج يعني مواطنة درجة ثانية.
في حين كسرت قيود الموروث.. أم وزوج وبنت المعتقل فلم تكن هذا النعت الأخير المثبط الماحي لدور المرأة في البناء والتغيير وتأسيس صرح الأمة.. بل الأول وكانت من اللواتي فزن بالوسام النبوي.. امرأة بألف رجل.. وفزن بسر التربية الأولى التي أنتجت ذلك الانقلاع الكلي عن الدنيا وذلك الإقبال القوي على الله…
فجاءتك تباشير النصر والإفراج عن الابن والزوج والأخ الكريم.. فما عسانا أن نقول إلا كما الحبيب المصطفى ..بارك الله عليكم من أهل بيت.