الاستقلال… كما فهمته جدتي

تساءلت صاحبة مقال: عن أي استقلال نتكلم؟.
فتبادر إلى ذهني الاستقلال كما تراه جدتي.. من خلال قولة تكررها دائما وبكل فخر: انتهى عهد الترجمان.. كنا إذا أردنا الشكوى لما ألم بنا من خطوب تقف لغة المستعمر المقيم أمام التعبير عن المشتكى.. وتعبر جدتي ب: مضى عهد .”.عفاك قل له”.. وهل الترجمان يعبر عن المقصود؟.. هذا هو الاستقلال كما تراه جدتي.
وتضيف في تحليلها السياسي بامتياز كنا جياعا فكسانا المستعمر وكنا جهالا (الأميه) فتعلم أبناؤنا وشيدت المنازل ذات الهندسة المعمارية والمرافق العمومية والطرق المعبدة التي وصلت إلى البوادي النائية.
ومبلغ المنى أن المرأة كانت لا شيء، فتحررت من الجدران وأصبحت حرة طليقة وتحررت من اللباس العتيق وولجت المدارس ومناصب الشغل و…
و الغريب المضحك في كل هذا التحليل… هو تحليل جدتي وصويحباتها لمعنى الدستور… في جلسة سياسية تحليلية لواقعهن لمرحلة ما بين الاستعمار والاستقلال… قالت إحداهن الدستور خول لنا كذا وكذا و… فسألت أصغرهن سنا وكلهن صغيرات: ما الدستور؟ فأجابتها أعرفهن بالسياسة مستغربة: ألا تعرفينه؟!!! تذكرين لما رجع بن يوسف (محمد الخامس) رحمه الله من المنفى وكان نازلا من الطائرة كان خلفه رجل طويل القامة عريض المنكبين يلبس طربوشا أحمر؟ فذاك هو الدستور!!! فعجبت لها تجيب والأخريات بما فيهن جدتي يصدقن!!!.
وتساءلت صاحبة المقال في الختام: أنا مواطنة مغربية تريد أن تحتفل، فعن أي استقلال نتكلم حتى أحتفل؟.
بكل جرأة جلست جدتي وصويحباتها يحللن واقعهن مأجورات حسب علمهن. فهلا نجلس ونحلل واقعنا بحسب علمنا مستقلات من فكرهن مستفيدات من تجربتهن ومستعينات بذوي الخبرة والاختصاص؟.
لنحتفل .