الحب روح الزوجية ولبها

يقول الله عز وجل في سياق الحديث عن الزواج والمزاوجة:ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة 5 .
تعتبر لغة الحب والود وإشارات اللطف والملاطفة وحركات الأنس والمؤانسة روح الحياة الزوجية ولبها.
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين:سكون شطر هذه النفس الإنسانية إلى الشطر المكمل راحة واطمئنان وألفة واستئناس واستيطان، لولاه لكانت الحياة وحشة وغربة وقلقا) 6 وإن أولى الناس برحمة منك -أخي الزوج- ولطف وتلطف لهي زوجتك، أقرب الناس إليك، كنـز الفطرة والحافظة عليها، حاديك وباعثك على حسن عشرتها ومخالقتها، أمر الشارع صلى الله عليه وسلم الذي حثك على مراعاة نفسيتها الرقيقة وحساسيتها المرهفة.
يروي الإمام البخاري أن النبي صلى الله غليه وسلم كان في سفر ومعه نساء على ظهور الرواحل، فحدا غلام اسمه أنجشة الإبل (أي غنى لها) فأسرعت، فنبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا“رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير”.
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين معلقا:القوارير آنية الزجاج. كنى بذلك صلى الله عليه وسلم عن ضعف المرأة وتضررها مما يتحمل الرجال من مشاق ولا يبالون) 7 إن معاملتك الكيسة ومداراتك لزوجك بعيدا عن الغلظة والفظاظة وخشونة الطبع لتعتبر عبادة تقرب إلى الله عز وجل وإن سعيكما -أخي الزوج أختي الزوجة- إلى إسعاد بعضكما استكمالا لعملية الإحصان ليعد عملا صالحا مقدسا إن كانت الوجهة الله عز وجل والسلوك وفق منهاج حبيبه صلى الله عليه وسلم. جاء في الأثر:إذا نظر الرجل إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما).
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين:ما المودة والرحمة الجسديين العاطفيين بين الأزواج المومنين شأن منفصل عن الدين، الزواج والرحمة والمودة مدغمة في الإيمان إدغام الجسد في الروح أو إدغام الروح في الجسد).
إن لغة الحب والود والتودد بين الأزواج، والأنس والمؤانسة واللطف والتلاطف بينهم سعادة في الدنيا مطلوبة، فإن كانت بالشرع منضبطة أضحت مقدمة لسعادة حقة أبدية في دار الخلود، تدشن بحفاوة الاستقبال:ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون 8 .
ختم الله لي ولكم بما ختم لأوليائه وأتم سعادتنا بلذة النظر إلى وجهه الكريم والحمد لله رب العالمين.
[2] تنوير المومنات ج 2 ص 69
[3] تنوير المومنات ج2 ص 177
[4] سورة الزخرف آية 70
[5] سورة الروم الآية 20
[6] تنوير المومنات ج 2 ص 69
[7] تنوير المومنات ج2 ص 177
[8] سورة الزخرف آية 70