كن ثابتا أيها البطل… فأنت موعود

ما أبشع أن يحول مختطفوك… نسمات الصبح الندي إلى قاذورات تعكر صفو هذا الوطن.
أما أنت…
كن ثابتا أيها البطل… فأنت موعود، والله اختارك لتكون صاحبا للأنبياء على الطريق.
كن كما ربك أراد… أهلا للصبر والامتحان.
كن كخامة الزرع المليئة تنحني تواضعا.. أما الفارغات فرؤوسهن شوامخ.
كن نخلة تظلل أوراقها أرض الوطن، وتشبع ثمارها جياع الوطن، تمد جذورها في الأعماق… صابرة على حر الهجير رغم أنف الرقيب.
كن نخلة قلبها صاف كالحليب… لا تعرف الغدر أو الخيانة، تحمل الحب لكل الوطن.
كن هدهدا لا يعرف سوى أن يحمل رسائل التوحيد.
كن ذاك الذي اختاره الله عز وجل أن يكون صاحبا لعمار وياسر.. وتحضنك وتخصك دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. “صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.”
كن جبلا وتدا يشد أرض هذا الوطن كي لا تعصف به الرياح.
كن نحلة تحمل الشفاء لتداوي جراح المكلومين فتخفف عنهم الأحمال.
كن سبيكة ذهب لا يزيدها الصقل إلا بريقا، فتضيء الطريق للمعادن الصافية التي لا تعرف الانصهار بالأحثال.
كن واثقا بأن النصر آت، ففرعون لما أيقن أن الحق انتصر، اختار لنفسه طريق التائه الغاضب المسعور، فأدركه الغرق… فقال : “آمنت برب موسى وهارون”.
كن حصانا يقتحم العقبة واترك الأزبال يجرها أصحاب النهيق.
كن صادقا مهما تفانى في تعذيبك المنافق، كن واثقا أنك أشرف الشرفاء وعرضك لو يدرك الذين أهانوك… أن عذرية الرجال لا يهتكها من أصبح مهملا على الرصيف وألف النباح في الظلام.
كن صلبا شبيها بمن سبقوك، قهروا القيد وكسروا الوثاق.
ثم كن بعد ذلك رسول غفران لمن عذبوك ورموك بالقاذورات ثم قل:رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
كن كما أنت… فأنت أهل لأن تكون كما وصفك أحباؤك… وليكن نداؤك..
رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
ولك منا الدعاء خالص الدعاء… ولك منا جموع تهتف باسمك وتفديك حين يقتضي النداء… فنحن قوم ورثنا الوفاء للأحرار والشرفاء.
ومهما ادلهم الفضاء… مهما شاخ القضاء… انتظر يا أخي غيث السماء… فإنه حتما آت آت… كذاك علمنا الأنبياء.