من أفجع هذه بولدها؟؟ ردوا ولدها إليها

فجيعة… من صاحبها؟؟ هكذا قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. صاحب القلب الرحيم:
من أفجع هذه بولدها؟؟؟ ردوا ولدها إليها، هاله حالها وهو يسمع دقات قلبها الملهوف من حرارة دمعها وفجعها في أبنائها المختطفين من دفئ مسكنهم… فمن كسر في سكون الليل سكن الأسرة وتسور فاقتحم المسكن واختطف فلذات الأكباد؟ أي أعرابية، لا فهي أكثر من أن ننعتها بالأعرابية بل أي همجية هاته جعلت الأم تبدوا بهذا الهلع وهذا الخوف الرهيب فيرق لها قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويغضب له وينعته بالفجيعة رغم أن المختطف صحابيا فما ظننا بالمختطف؟؟ إنه من حضن دافئ رحيم إلى حضن رحيم بلا شك فقد أرجعوا سالمين غانمين لم ينكل بهم ولم يركبوا خطبا ولا طائرة تعذيب ولا عوملوا معاملة حيوانية معاملة البقاء للأقوى… كأنني اختلط لدي الأمر وأنا اقرأ حوار الأستاذة هند زروق زوجة أحد المختطفين السبعة… وأنا أستحضر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يربي أصحابه على الخلق الكريم الذي رقى الصحابة من احترام كرامة الإنسان إلى احترام كرامة طائر صغير ليعيش في أمان…حديث يرويه ابن مسعود رضي الله عنه قال:“كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمّره (أي طائر) معها فرخان.. فأخذنا فرخيها فجاءت الحُمّرة تعُرّش.. فجاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال “من فجع هذه بولدها؟؟ ردوا ولدها إليها”” 2 فأي وجه للمقارنة وأنا أقرء حوار الدكتورة هند زروق زوج المختطف فقلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أفجع هذه بولدها؟؟؟
هالها أمر الحدث والمصاب الجلل الذي روع الأبناء والآباء والأزواج والجيران والأحباب فالذي أردت مقارنته هو بالفعل مجرد حيوان..هو طائر صغير هاله أمر عشه الذي وجده فارغا من أفراخه بعدما اختطفوا قصرا أفراخها …من يا ترى صاحب الجريمة النكراء؟ أهو ثعبان وهي سيرته وقانون الغاب يبصم له على ذلك ويردد في أرجاء الغاب بصوت صاخب :البقاء للأقوى… وهل فعلا البقاء للأقوى؟ أي قوة تعد قوة فعلية ليكون البقاء لصاحبها في قانون الإنسانية؟.
تصف الأستاذة هند الفاجعة: كل هذا وسط جو من الترهيب لكل الأهالي من أطفال وآباء وأمهات وتهديد كل من احتج على ذلك السلوك التسلطي بالعنف اللفظي والفعلي والترهيب والتهديد بإلحاقه بهم. مارسوا أساليب الضغط النفسي والفعلي والتحرش وإشهار السلاح الناري والحديدي واستنطاق طفلة في سن الثالثة وغيرها من السلوكيات الرعناء.
أسمعونا كل ألوان الشتم والسباب المنحط. وجرى الاعتداء على ممتلكاتنا وبعثرة أثاثنا وتفتيش أغراضنا الخاصة. بل وسجل نهب أغراض قيمة ليست لها علاقة بالتفتيش وسرقة مفاتيح أحد البيوت.
ثم قاموا بتصفيد أيادي أزواجنا وذهبوا بهم إلى وجهة مجهولة رفضوا مطلقا أن يطلعونا عليها. وكنت قد لحقت بهم خارج البيت وتابعت معهم المسير معلنة أني سأكمل الإجراءات القانونية تجاه فعلهم الأخرق… لكنهم رفضوا مرافقتي لهم.
ولم نعلم بمصيرهم إلا بعد مرور ثلاثة أيام بقينا خلالها عرضة للهواجس والقلق وفقدان أي رغبة في الأكل أو النوم خاصة ونحن نعرف كثيرا من القصص الرهيبة لمن تعرضوا للاختطاف في تاريخ المغرب وحاضره. وكلما طرق طارق من الجيران والأهل والأحباب ظنناه مبلغا لخبرهم أو ذنبا من أذنابهم رجع لنفس الفعل الشنيع…
ومما زاد من رعبنا إنكار الجهات القضائية والأمنية بالمدينة لأي علم بمصيرهم رغم تقديمنا شكاية بالاختطاف ومجرياته…)فأي زمان هذا نعيش؟
وأي حضارة نتحدث عنها ؟
وأي حق من حقوق الإنسان نطالب به؟
وأي مظلمة نعدها من الأولويات فنطالب بها؟
من أفجع هذه بولدها ؟؟
سؤال نطرحه ونستحيي أن تعلمه يا رسول الله لان الفاجعة أشد وأفجع .. مصاب تضيفه الأم لملفاتها فالمختطفين من الأبناء ينتمون إليها…وهذه الأم ألفت الوضع والمصاب لما يتعرض له أبناؤها من مضايقات ومراقبة مستمرة وتجسس بشع داخل المسكن لتجعله خالي السكن… تستيقظ الأم بعد فجر الفاجعة تحتسب أبنائها ويستيقظ العالم معها على عهد جديد التعامل قديم الآليات عهد النكوص على الأعقاب…يسجله التاريخ الإنساني كما سجل عهد سنوات الرصاص…
ملف تضيفه العدل والإحسان كسائر الملفات المتشابهة التهمة المختلفة في آليات الحساب والعقاب أكثر جرأة واشد وحشية إلى ملفاتها الكثيرة والعديدة.
من أفجع هذه بولدها؟؟؟
كذا نأمل أن يكون احتجاج كل حر أبي وكل ذي مروءة أوضمير حي سليم وكل الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية ليتوحد القول حول كلمة واحدة: ردوا ولدها إليها…