مفاتيح لحل الخلاف بين الزوجين

انتظرَت زمانا فارس أحلامها الذي سيأخذها فوق حصانه إلى عالم السعادة والمتعة والمحبة، فارسا أجمل من كل جميل، وأطيب من كل خلق الله، بشوشا، محبا، كريما، عطوفا، مخلصا، صبورا… بل وكانت على موعد مع كل صفة أحبتها في فارس أحلامها.
هو الآخر جد واجتهد، وبنى العش وزين وأثث، وجلس يفكر بفتاة أحلامه، من ستدخل هذا العش فتجعله جنة وتملؤه طمأنينة وسكينة، وتطرد عنه الوحشة والغربة، تأتي ومعها الأنس والمحبة… لكن… بعد فترة من العيش تحت سقف واحد، ارتطمت الأحلام بصخرة الواقع، فماذا كان؟
لم تكن الحياة سهلة هينة، لم تكن وردة دون أشواك، لم تكن صيفا دون سحاب…، طباع مختلفة، آراء متعارضة، مشاكل من الداخل ومن المحيط فما العمل؟
1- سنة الله في الخلق
اقتضت سنة الله في الخلق أن يكون الخلاف والاختلاف والتدافع قاعدة أساسية في عمارة الأرض، وليست الأسرة أو بيت الزوجية قاعدة استثنائية من هذا التدافع، إلا أن تعاملنا وفهمنا له والأسس التي نعتمدها خلاله هي ما يجعل منه تدافع رحمة وبناء، أو معول هدم والعياذ بالله…
2- أول العلاج
كثر هم من يتصورون نجاح الحياة الزوجية رهينا بخلو الحياة من الخلاف والاختلاف. فإذا ما حدث هذا، ووقعت الكارثة، ضاق الصدر وأظلمت الدنيا.
إن أول ما ينبغي فهمه عند ارتباط زوجين، خصوصا إن اختلفت خصائص بيئة أحدهما عن الآخر، هو أن الاختلاف طبيعي، فإذا كان الاستعداد النفسي لتقبله بداية، هان الأمر ونزل منزل الرحمة من القلب والعقل ومن ثم أمكن التعامل معه باتزان وتعقل.
3- أسس وقواعد الخلاف
* الاحترام المتبادل
على الزوجين أن يلزما أنفسهما بهذه القاعدة في التعامل في كل الأحوال، بل إن حالة الخلاف، حيث النفوس مضطربة والأجواء غير طبيعية، أدعى للحفاظ على التأدب والاحترام وضبط النفس.
فاحترام كل طرف للآخر بعدم استعمال العبارات الجارحة والإشارات القادحة والنظرات الساخطة من شأنه أن يعين على إطفاء نار الغضب والتي غالبا ما تزيد اشتعالا بتجاوز الحدود في التعامل والألفاظ، حتى إننا في كثير من الأحيان نجد أن أصل المشكل تافه وهين، وما يزيد الأمر تعقيدا إلا ما يقال وما يفعل أثناء الخلاف وليس أصل الخلاف، ورحم الله الشاعر حيث قال:جراحات السنان لها التئام
ولا يلتئم ما جرح اللسان