ماذا عن أنفلونزا الخنازير؟

في أبريل2009 ظهرت أول حالة من مرض أنفلونزا الخنازير بالمكسيك. انتشر الوباء بعد ذلك في عدد من الدول وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطورة الوضع الوبائي وصعوبة التحكم فيه. ظهرت أول حالة بالمغرب في يونيو2009 وبعدها بدأت الأعداد تتكاثر خاصة بعد دخول فصل الخريف والموسم الدراسي. دب الهلع والخوف في صفوف الناس خاصة آباء التلاميذ وكثرت التساؤلات عن خطورة المرض، وسائل تنقله، كيفية الوقاية منه، وكذا العلاجات المتوفرة له. ندرج بعضا من هذه الأسئلة في هذا المقال.
ما هو مرض أنفلونزا الخنازير؟
هو مرض فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي للإنسان يسببه فيروس جديد A H1N1 لا يمتلك الإنسان مناعة ضده لا يختلف في أعراضه كثيرا عن الأنفلونزا الاعتيادية أي نزلة البرد الموسمية.
ما هي درجة خطورته ؟
تتجلى خطورة هذا المرض في سرعة انتشاره الواسع بين الناس الشيء الذي سبب في جائحة عالمية يصعب إيقافها. حدة الأعراض التي يسببها متوسطة أما نسبة الوفيات الناجمة عنه فهي تقدر تقريبا ب0.4 % حسب الإحصائيات العالمية.
كيف تنتقل العدوى؟
تنتقل العدوى من إنسان لآخر عبر الإفرازات التي يخرجها المريض من أنفه أو فمه إما أثناء عطسه أو سعاله أو تمخط أنفه. فيتنقل الفيروس إما بصفة مباشرة من المريض إلى شخص آخر عبر الهواء خاصة إذا كانت المسافة الفاصلة بينهما قريبة أو بعد المصافحة أو العناق، وإما بصفة غير مباشرة بعد لمس الأماكن التي لمسها الشخص المريض.
كيف أحمي نفسي من المرض؟
انتشار الوباء يعني أن أي مكان عام قد يكون ملوثا بالفيروس، لذلك ينبغي:
ـ غسل اليدين جيدا وباستمرار بالماء والصابون ( السائل من الأفضل) خاصة قبل لمس الأنف أو الفم أو العينين. كما ينبغي التنبيه على عدم تلويثهما بعد الغسل بمسحهما بمنديل جماعي أو بلمس صنبور متسخ. ويفضل استخدام منديل شخصي أو مناديل ورقية.
ـ تجنب المصافحة والعناق ما أمكن، خاصة مع الشخص المصاب.
ـ تنظيف الأمكنة وكذا الأغراض المشتركة التي تلمس بالأيدي كمقابض الأبواب وأزرار الكهرباء.
ـ تهوية البيوت وكل الفضاءات الجماعية.
ـ يوجد لقاح جديد ضد الفيروس وتختلف الآراء حول سلامة أخذ هذا اللقاح.
كيف أعلم أني مصاب؟
عند ظهور بعض من هذه الأعراض: حمى تفوق 38 درجة، عياء عام، ألم في المفاصل والعضلات يصاحبه غالبا ألم في الحنجرة أو سيلان في الأنف أو سعال جاف وأحيانا قيء أو إسهال.
تختلف حدة الأعراض من شخص لآخر وتظهر عادة بعد يوم أو يومين من دخول الفيروس إلى الجسم.
يتأكد وجود الفيروس بعد القيام بتحاليل مخبرية، لكنها الآن وبعد تفشي الوباء لم تعد ضرورية لتأكيد المرض.
ما العمل عند ظهور الأعراض؟
ينصح باستشارة الطبيب الذي يتأكد من عدم وجود علامات خطر توجب الاستشفاء، وكذا من وجود أمراض مزمنة يعاني منها المصاب أو مضاعفات عن الأنفلونزا، ثم بعد ذلك يصف العلاج المناسب حسب الحالة الصحية للمريض. أهم ما يجب التنبيه عليه هو ألا يكون المريض سببا في نشر العدوى خاصة إذا وصف العلاج بالبيت وذلك باتباع بعض النصائح :
ـ لزوم البيت وعدم حضور لقاءات عامة.
ـ الابتعاد عن الآخرين بمسافة لا تقل عن مترين ومن الأفضل لزوم غرفة بمفرده، أو ارتداء الكمامة الواقية إذا لم يتمكن من الانعزال.
ـ تغطية الأنف والفم أثناء العطاس أو السعال بمنديل وإن تعذر فبباطن المرفق.
ـ رمي المناديل الورقية في سلة مغلقة ولفها قبل رميها مع القمامة في كيسين بلاستيكيين.
ـ غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار خاصة قبل لمس الأغراض المشتركة.
هل من علاج؟
يوجد علاج مضاد للفيروس لكنه لا يوصف في كل الحالات. ففي معظم الحالات لا تكون الإصابة خطرة وتستدعي علاجات للأعراض كمضاد للحمى والصداع أو مضادات حيوية في حالة وجود تعفن ميكروبي وغيرها، كما يستحسن استعمال بعض الوصفات الطبيعية كالعسل واليانسون، وفي أغلب الحالات يكون هذا العلاج كافيا. أما إذا لم تستجب الحالة للعلاج العادي أو في حالة وجود علامات خطورة منذ البداية، أو وجود أمراض مزمنة، أو حالة فيزيولوجية خاصة كالمرأة الحامل أو الطفل الرضيع أو الشخص المسن فينصح بأخذ الدواء المضاد للفيروس منذ البداية. ويخصص العلاج بالمستشفى للحالات الحرجة فقط.
وأخيرا
إن جائحة الأنفلوانزا واقع نعيشه وتبقى الوسائل الوقائية خير سلاح يحد من انتشارها، عادات بسيطة كغسل اليدين وتغطية الفم عند العطس نجدها في سنة الحبيب المصطفى، ما أحوجنا للالتزام بها دائما وقت الجائحة أو بدونها.
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من التوابين ومن المتطهرين وأن يحفظنا جميعا من كل وباء ومن كل داء.