لا قومة للأُمة إلا بقومة الأَمة

تلك التي دهستها الأقدام وكبلتها الأوهام وساقها فكر حجري في ليل الظلام وتصدر فقيه ظاهري فتواه عليها بالإعدام ليس لشيء إلا لأنها خلقة الله في هذا الأنام هي أنثى اليوم تجر أذيال خيبة الأيام.
حسبنا الله ونعم الوكيل، أهو رفض لأمر الله أن خلق الذكر والأنثى “وليس الذكر كالأنثى” فقبلوا الذكر وجعلوه أصلا للحياة وخلفوا الأنثى وراء ظهرانيهم ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم:“استوصوا بالنساء خيرا”.
بل حجروا عليها حتى بلوغ الإحسان وهي التي آزرت وواست وجاهدت وناصرت وانتصرت ولحكم الله طبقت وبحكمه أيقنت وعلى رضاه أقبلت وعن سخطه أدبرت، “ليس الذكر كالأنثى” للأنثى إحسانها زوجة وأما وابنة صبرا ومصابرة فإن زادت لها الحسنى وزيادة وإن أقلت واكتفت بفرضها يكفيها أن ورثت جيلا للخلافة دعوة الصادق المصدوق فكانت سندا لا ينقطع حبله إلى يوم الشفاعة الموعود، ترى ما أنجبت، وعلى الفضيلة ربت، شامة بين الأقران وعزا بين يدي الرحمن، فرحة ليس بعدها فرحة، خبرت هذه الأمة دواليب الحياة وصحبت من صحبوا أهل الوراثة و القرب الأحمدي فعلمت حقيقة السنة ونفضت عنها غبار العتمة فنقلت ما أوجب الحق صدقا وعدلا وأيقنت في موعود الله. فشتان بين من سارت على هذا الدرب فكان قيام الأمة بها وعلى يديها بأمر قادر مقتدر، وبين من أظلم طريقها بفتوى لا أصل لها من الصحة واجتهاد لا مجال لخوض المرأة فيه فجعل منها إما حبيسة فهم خاطئ أو متمردة عاتية عتو من كره الحكم ولم يفهمه ولم يكلف الجهد للبحث عن الفهم الصحيح.
وبين ذاك وذاك تضيع الأُمة وتضيع الأَمة.
لا خيار أمام الأمة إلا أن تتصدر مركب العلم لتزيل قشور الفهم الضنك عن عقول الجاثيات المستسلمات القابعات المستكينات تحت سقف الجهل ينتظرن نورا من كوة أصابها ردم الأزمان الغابرة فما لهن إلا التشمير عن السواعد وإزالة أطنان الغبار وعدم التشبه بالأغيار إلا إن كانوا من أهل الهدى الأبرار.