عدو..لكن مخالف لعدوك غزة العزةّّّ!!!

حصار وجوع وضحايا…وطلب إغاثة لفتح المعابر والطرقات لتزويد الساكنة بسلاح وعدة يقاومون به قساوة عدوهم الذي استبد بهم وحاصرهم في بيوتهم ودمر بعضها وأغلق عليهم أبوابهم ومدارسهم… مدة تناهز عشرين يوما من الشهر المنصرم…أو كما جاء على لسان مذيع إذاعة 2Mالمغربية التي نقلت الخبر صحبة ربورتاج يعبر عن الأزمة التي عرفتها المنطقة.
أهو هجوم بعد هدنة على غزة العزة أم هدنة بعد هجوم فتاك فضح واقعا مريرا لأطفال ونساء على هذه الهيئة؟!!.
لكم تملكني الذهول من صور الربورتاج!!! أطفال بملابس خفيفة رثة وأمهات يظهرن الصمود لكن يفضحهن ارتعاش يحاولن إخفاءه تحت فوطة حمام اتخذنها برنوسا وقائيا…مشهد صور نبهت ذاكرتي الى المقصود من الخبر صور لأبناء بلادي بإحدى القرى المغربية …”تالسينت” الضحية وعدوك مخالف لعدو غزة العزة…ضحية الثلوج والجوع والبرد الذي كان يعبر عنه في اللغة بالقارس ولكنه في قريتنا أصبح إرهابيا قاتلا لأناس أبرياء لاحول لهم ولا سلاح نووي أو فسفوري أو فحمي حتى يدفئون به منازلهم التي أصبحت غرف تبريد للضحايا الأحياء المحاصرين وخصوصا الأطفال المصابين بالحمى والزكام وأمراض الرئة في ربيعهم الأول كما شخص فريق الإنقاذ الصحي وهو يعاين الضحايا الصغار في الهواء الطلق البارد، أو ليس هذا الهواء الطلق عفوا القاتل كما سميناه آنفا هو مكمن دائهم؟!!
ومما يثير الدهشة ويبعث الأمل في كل هذا أن تسمع- ومن خلال الربورتاج طبعا- أطفالا يتحدثون وبكل حسرة وأسف عن الهدر المدرسي الذي اجتاحهم دون شفقة أو رحمة وخصوصا في فترة الامتحانات لمدة تناهز نصف شهر،هذا الطفل الصامد المصرعلى استكمال تعليمه رغم كل الظروف المحيطة به لأن العلم و التعلم سلاحه الوحيد للتغلب على عدوه المتعدد الأوجه… وعلى عدوه الطبيعة أو كما جاء على لسان مذيعنا في ختام تعليقه بأن الساكنة المتضررة تبقى ضحية الطبيعة. الطبيعة هذا المجهول الذي تحداه الانسان القديم بوسائله البدائية فصرعه. لكنها الآن ولعشرين يوما خلون من شهر يناير من السنة الجديدة !!! صارعت وغلبت هذا الإنسان القروي لا لكونه لم يعد لها العدة أو لكونه يتشبت بحرفية الآية الكريمة من سورة الأنعام :”وَالأَْنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَاـفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ.وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ.وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَد لَّمْ تَكُونُوا بلِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَْنفُسِ إِنَّ رَبِّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ .وَالخَيْلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمون”. بل لأنه يتشبث بوعود تلو الوعود تآكلت عبر السنين تشهد لها تلك البنية التحتية الهشة كدور التراب التي تساقطت ومستشفى الهواء الطلق ذاك وطاقمه الطبي الاستعجالي الذي عاين الضحايا الصغار، ومدرستهم ذات القسم أو القسمين التي وزع بها نصيب من المليون حقيبة تشجيعا على الاجتهاد وطلب العلم، وأسواق السلام… عفوا قصدت السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته فالكلام عن السوق يجرنا الى الكلام عن المعابر المغلقة والجرافة الوحيدة كثيرة الأشغال بالقرى المجاورة المحاصرة لتفك عنها عزلتها أيضا، وعن القدرة الشرائية للساكنة وعن الأهم العدو الثاني “الجوع المردي” ذاك الأخ الشقيق للعدو الأول “البرد القاتل” وحدث ولا حرج …فصورنا ومشاهدنا لا تحتاج إلى تعليق.