طفولة غزة المغتصبة

الأطفال زينة الحياة الدنيا وبهجتها، ابتساماتهم تسعدنا وضحكاتهم تذهب الغم عنا. ما أروع منظرهم وهم يلعبون ويمرحون‼ وما أجمل تساؤلاتهم البسيطة ونظراتهم البريئة ‼لكن كيف حالهم حين تسلب الابتسامة من وجوههم فيحملون من الهم ما يجعلهم شيبا؟ وكيف بنا إذ يصير الأطفال قادة يعلموننا الصبر والاحتساب؟.
قاتل الله من سرق الابتسامة من محيا أبرياء غزة
أسدل الليل خيوط ظلامه الدامس، وهب زمهرير الأيام الأربعينية الأشد برودة في فصل الشتاء، وارتعشت الأجساد النحيفة من شدة البرد، فالنوافذ مكسرة بسبب القصف، وتعالى دوي الانفجارات هنا وهناك. فأسرعت ريما التي تبلغ من العمر أربع سنوات إلى حضن والدها مذعورة خائفة، فحاول المسكين أن يهدئ من روعها «لا تخافي يا حبيبتي ما هذا إلا انفجار بالون أحد أبناء الجيران، لكن الخدعة لم تنطل على ريما، التي أصبحت كبيرة وقالت متمتمة ببراءة׃ بابا هذا بالون كبير …كبير جدا.» حقا إنه بالون كبير كبر معه أطفال غزة فأصبحوا أكبر من سنهم بكثير. يحمل الطفل إخوته الجرحى إلى المستشفى بعد أن استشهد والديه، ويواسيهم وكأنه رجل في سن الأربعين. ويفقد الطفل الصغير نور بصره، ويشرح تفاصيل قصته للصحافيين بكل ثبات، وكأنك تشاهد بطلا شهما خرج من ساحة الوغى منتصرا، غير آبه بالإعاقة التي ترافقه طيلة حياته. وكم من طفل ظل ينزف حتى الموت تحت أنقاض بيته؛ إلا إن كتب الله له الحياة مثل الطفلة أميرة التي عثر عليها حيث فقدت إخوتها ووالدها وبقيت تنزف لبضعة أيام. وهكذا حال معظم أطفال غزة اﻠﺫين تراهم في مقدمة الأحداث، وكأن اﻹسرائليين هيئوا الأسلحة الفتاكة للتفنن في تشويه أجساد الأطفال الأبرياء. قال أبو معاﺫ الخطيب اﻠﺫي يقع بيته على شاطئ غزة׃«الضحكة لم تعد تعرف طريقها لوجوه الأطفال…نمضي الليل بطوله في تهدئتهم، ولكن قوة الضربات وعنفها تعقد ألسنتنا.» فما أقسى الليل وأصعبه عليهم، النساء والرجال باتوا يكرهون مجيئه فبالأحرى الأطفال، ففيه تنكشف نيران القذائف الملتهبة خاصة وأن التيار الكهربائي منقطع، ويسمع دوي الانفجارات. قال أبو سمير النخالة من سكان غزة واصفا ليلا الأطفال هناك: «ما إن يحل المساء حتى يعلو نشيج بكاء الصغار…بينما يجتمع أطفال العالم حول المدافئ يسمرون في ليل الشتاء الطويل وضحكاتهم تؤنس وحشة الليل…ينزوي أبناؤنا في أركان الدور». سلط الله سيف انتقامه على اﻠﺫين يشنون حربا هوجاء على الأطفال الصغار. العرب تسمي من يتشاجر مع امرأة حثالة، لأن المرأة بأنوثتها ليست له ندا، فماﺫا نسمي من يحارب الأطفال ويستعرض عضلاته عليهم؟.
اليهود يحفرون قبورهم بأيديهم
هذا مضمون رسالة أرسلها مؤرخ يهودي من أصل جزائري إلى سفير فرنسا، يحذره من عواقب الحرب على غزة، فقادة إسرائيل حسب ما ﺫهب إليه فقدوا مبادئهم السامية، وأصبحوا يقتلون الأطفال والنساء. ومن ثم فقد شبههم بهتلر الذي رفض قرارات جمعية الأمم (lasdn ) حيث رفضوا هم حلول الأمم المتحدة، وخرقوا جميع المعاهدات والمواثيق الدولية، وﺒﺫلك فإن الله سينتقم منهم، فهم يسيرون نحو حتفهم.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا أن المسلمين سيقاتلون اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الشجرة، فتقول يا مسلم هاهو يهودي ورائي تعال واقتله. قوم ستنبذهم حتى الطبيعة كما ﻨﺒﺫهم كل من له ضمير حي، حتى ولو كان من بني جلدتهم. فهاهم مثقفوهم يصفون الحرب على غزة« بالمستنقع الغزي» وأنها لن تجلب لهم إلا الموت والدمار. وهاهو الصحافي بني تسيبار يصف إسرائيل بدولة تمييز عنصري ظلامية.
وشهد شاهد من أهلها شهادة حق في هذه الشرﺫمة التي تسمي نفسها حكومة ودولة، وما هي في حقيقة أمرها إلا عصابة مصاصي الدماء، لم تقو على مواجهة الرجال، فاكتفت بالأطفال الصغار. لكن اﻠﺫي لم يخطر ببالها أن أطفال غزة أصبحوا رجالا، يعطون درسا في الثبات والصمود، وعلى أيديهم فقد بنو يهود ثقة شعوب العالم واحترامهم، كما سيفقدون كل شيء بحول الله وسيعودون إلى تيههم وتشردهم. فمن يرى الطفل أحمد البالغ من العمر تسع سنوات يحمل أشلاء بطنه بين يديه، ومع ﺫلك لم يبك ولم يطلق صرخة واحدة، كيف يحترم الفاعل أو يعترف بمشروعية دولته، بل الاحترام كل الاحترام لهؤلاء القادة الصغار.
إسرائيل جعلت أجساد الأطفال حقلا لتجريب أحدث الأسلحة، والله سيجعل هؤلاء الأطفال سبيل دمارهم ونهايتهم، بنو يهود اتخذوا الهولوكست الذي تعرضوا له ذريعة لتأسيس دولتهم؛ وسيكون الهولوكست الذي أقاموه على أطفال غزة سبب نهايتها إن شاء الله آمين آمين والحمد لله رب العالمين.