ضربة حذاء وإبادة شعب

غنى العرب والمسلمون خاصة، وكل من يعادي الظلم والظالمين في العالم عامة، أغنية الحرية على أنغام ضربة حذاء الصحفي العراقي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جورج بوش، أغنية في حلم لم يدم طويلا، ليستفيق الجميع على حقيقة موسيقى صاخبة تصم الآذان. إنه صوت طائرات وصواريخ ودبابات تذوي هنا وهناك، لتبيد شعبا أعزلا، في أيام عيد، يستهل فيها المسلمون فاتح محرم، ويحتفل المسيحيون برأس السنة الميلادية.
القضية
ربما يقول بعضهم وما دخل الرئيس جورج بوش وحدث الحذاء بما يجري الآن في غزة. إنكم قوم إرهابيون، متحاملون على رجل حليم، لطيف، يبغي الخير للإنسانية باسم “الحضارة”، و”الديمقراطية”، و”حقوق الإنسان”، و”حق التدخل”. فقد تعامل مع عنف وأذية المسلم ، بتحضر وتعقل إليك أخي القارئ كلمات أعلنها “جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن خرب بغداد في خطاب له قال :”قضيتنا عادلة، قضيتنا إنسانية، قضيتنا جيدة”
فما هذه القضية؟ إن القضية قضية قديمة، يتجدد خطابها على مر العصور، ويبطش فيها بالأضعف الأذل إنها الحرب الصليبية على الإسلام يشنها عليه أعداؤه منذ تسعة قرون.
قال البابا أربان الثاني سنة 1095 بتاريخ النصارى، أربان رأس النصرانية، في خطاب له يحرض ملته على حرب المسلمين: ” إن جنسا ملعونا، جنسا معرضا عن الله بكليته، قد هجم على أرض النصارى.
فلا تكونوا جيلا لقيطا، لتمت فيكم كل الأحقاد التي بينكم. لتنته كل النزاعات، ولتقف كل الحروب.
خذوا طريق الضريح المقدس (عقيدتهم المزيفة أن عيسى عليه السلام صلب ودفن) لتنزعوا هذه الأرض من الجنس الملعون ولتخضعوها لسيطرتكم (…) هذا ما يريده الله”.
وبعد تسعة قرون، وبعد حروب بين النصارى انتهت بحربين عالميتين، يتصالح أهل الكفر ويحتلون الأرض المقدسة في فلسطين ويسكنون فيها حلفاءهم اليهود.
ويخطب الرئيس بوش الخطاب الصليبي بلهجة عصرية ليبلغ قومه وملته نفس الرسالة الصليبية”. مقتطف من تنوير المومنات للأستاذ عبد السلام ياسين ج1 ص:85-86 .
لا إله إلا الله، عقيدة باطلة فاسدة سيطرت وقادت عقول وقلوب إلى هدف منشود، لتستمر المسيرة بحمل اللواء السيطري جيلا بعد جيل. قد تختلف المسميات لكن الروح واحدة، كالحرباء يتغير لونها في كل وقت وحين. باسم الحضارة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان وحق التدخل… نية دفينة وحقد في القلوب للاستيلاء على العالم وإبادة المسلمين ومن يسالمون ولا يستسلمون من الشعوب في العالم .
غثاء كغثاء السيل
جاء في مسند الإمام أحمد- رحمه الله- حدثنا سيدنا ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنه – قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت) . يخبرنا الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه منذ زمن عن حال من ركن إلى الدنيا فجعلته لقمة سائغة.
لا تكونوا “جيلا لقيطا ” كلمة من رجل دين على باطل، استقرت في قاع الدماغ وفي الوجدان وتوارثتها الأجيال وعملت على تحقيق ما سطر من أهداف. ابتلاء من الله تعالى في الدنيا ليعلم الصادق من الكاذب. (أحسبتم أن تدخلوا الجنة وأنتم لا تفتنون). زمن يتحزب فيه الشر مستقويا ويقاوم الحق الباطل مستضعفا ، لنجتاز زمن الغثائية ، وتدور دواليب الساعة فتجدد لنا أمثال أيام خلت ، تذكرنا بغزوات المصطفى الحبيب صلوات الله عليه وسلامه وعلى الآل والصحب ومن تبع بإحسان إلى يوم الدين غزوة خيبر، و غزوة بدر وغزوة الأحزاب .. .ليدمغ الله الباطل بالحق ، إن الباطل كان زهوقا.
ونقرؤ في كتاب الله كلمات حية عبر الأجيال والأزمان، وصية النصر والتمكين في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة يقول مولانا عز وجل: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) سورة الأنبياء، الآية 105