تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير

زوارنا الكرام،
ها قد ذهب رمضان بعد أن أضاء علينا بسطوع شمسه وكريم غنمه وعظيم أنسه، مكث قليلا كالضيف العزيز الخفيف الظل، تاركا في الأمة أفضاله وغنائمه، فهل إلى المحافظة عليها من سبيل؟
في غمرة فرحة العيد هذه، نسأل الله عز وجل أن لا يحرمنا وإياكم من الفرحة العظمى يوم لقائه، وأن يصدق فينا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء في الصحيح:“للمؤمن فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه”بهذه المناسبة العظيمة، أحبابنا الكرام، يسر أخواتكم في هيئة تحرير موقع “أخوات الآخرة”، أن يتقدمن إليكم وإلى سائر أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأحر التهاني بمناسبة عيد الفطر المجيد، سائلات الله عز وجل أن يعيده علينا وعليكم ونحن أقرب ما نكون منه سبحانه وأطوع له، وعلى الأمة الإسلامية وهي في أحسن الظروف، وعلى أقوى حالة يرضاها لها الله تعالى، وأحق بأن تكون خير أمة أخرجت للناس، وأقرب ما تكون لنصر الله الموعود بإذنه سبحانه.
فرحة ثالثة يكرمنا بها الله سبحانه منة منه وتفضلا في هذا اليوم العظيم، هي فرحة انطلاق البث التجريبي لموقع “أخوات الآخرة”، ليكون مساهمة من أخوات القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، تنضاف لباقة مواقع جماعة العدل والإحسان، وباقي المواقع الإسلامية التي تروم التجديد والتبشير بغد الإسلام، والتمكين للكلمة الحرة الصادقة، التي لها سلطانها القوي والمؤثر على القلوب والعقول.
وكما جاء الفرح بالعيد بعد الصبر على الطاعة وحمل النفس عليها، ومجاهدتها لتذعن لربها سبحانه، فكذلك لن يتحقق الفرح بمستقبل الأمة، بعد فضل الله وتوفيقه، إلا بالعمل الدؤوب في كل المجالات، والصبر على تحمل عقبات الطريق في أفق توحيد الأمة على كلمة سواء، وما ذلك على الله بعزيز.
وبعد أن وحد رمضان الكريم قلوب الأمة في قيامها وصيامها.. وهي تقف خاشعة لله الوهاب، متذللة في محاريب العبودية له، فإن لمَّ شعثها، وتجميع قوتها، وتوحيد وجهتها، فرارا من واقع التمزق والتشرذم والغثائية، لن يكون إلا بإعادة بناء صرحها على خطى منهاج النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن:
إعادة البناء تتطلب لم الشعث وتنظيم الجهد …
إعادة البناء تتطلب رجوعا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتوبة شاملة وحوبة.
إعادة البناء تتطلب إحياء للربانية، وفهما لأساسيات الدين، والتفافا حول كتاب الله حفظا وتدبرا.
إعادة البناء تتطلب قوة وبناء من الأساس.
إعادة البناء تتطلب مد جسور التواصل والحوار، ووضوح الخط، وحضورا في قلب الأمة وتهمما بأمر المسلمين، وصدق الرسول الكريم القائل في الحديث:“من أصبح وهمه غير الله فليس من الله في شيء، ومن أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” 2
أيها الأحباب الكرام، تقبل الله منا ومنكم، وجعل أيامكم كلها رمضان، وكلها عيدا، وأهل الله هلاله على أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم باليمن والإيمان والنَّصفة والإحسان، والفتح المبين والعز المكين. وجعلنا جميعا من إخوان الآخرة، الذين يستحقون أخوة الحبيب المصطفى وبشارته صلى الله عليه وسلم حين قال “اشتقت إلى إخواني”
كل عام وأنتم غانمون وإلى مقامات القرب واصلون.