بيان الأمانة العامة إثر الهجوم الغدر على غزة

شن العدو الصهيوني الغاشم غارات وحشية على قطاع غزة يوم السبت 28دجنبر 2008، خلفت حوالي 300 شهيد وأكثر من 700جريح، والقائمة مرشحة للارتفاع نظرا لتواصل الغارات، وافتقار القطاع للأدوية والأجهزة الطبية الضرورية لمعالجة الجرحى بسبب الحصار المضروب على غزة وإغلاق المعابر.
وقد استخدمت عصابات الإجرام الصهيوني مروحيات الأباتشي وطائرات إف16 الأمريكية، وأطلقت المآت من الصواريخ مستهدفة مقرات الأمن والحكومة الفلسطينية، لاسيما الواقعة في المناطق المكتظة بالسكان. وقد جاء هذا الهجوم الغادر في أوقات الذروة التي تتزامن وعودة الموظفين وخروج الأطفال من المدارس للرفع من حجم الخسائر البشرية.
وكان العدو الصهيوني قد مهد لهذا القصف بتصريحات لكبار مجرميه يتوعدون من خلالها بشن معركة طويلة الأمد للقضاء على المقاومة الفلسطينية لاسيما حركة المقاومة الإسلامية حماس.
إنها مجزرة جديدة تنضاف إلى سجل الصهاينة الأسود الطافح بالغدر والدماء، والأنكى أن يتم ذلك على مرآى ومسمع من المنتظم الدولي الذي يحرك ساكنا إلا بيانات وتصريحات خجولة تسوي بين الجلاد والضحية، أو تدعو المعتدي إلى عدم الاستعمال المفرط للقوة، وكأن القتل المتدرج والحصار والتجويع المؤدي إلى الموت لا بأس به.
ولئن كان الصهاينة وحلفاؤهم منسجمين بطبيعتهم العدوانية مع مخططاتهم الإجرامية، فإن ما يحز في النفس هو الصمت الرهيب، والتخاذل المخجل لأنظمة العربية، بل إن بعضها ضالع في التآمر حتى النخاع.
إننا إذ ندين هذه الغارات الوحشية التي جاءت على ما يبدو لتحقيق ما لم يحققه الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة الصامد، نسجل ما يلي:
1/ نحيي شعب فلسطين البطل، وسكان قطاع غزة بصفة خاصة على صمودهم ودفاعهم المستميت عن دينهم، وأرضهم، وديارهم، وثباتهم في وجه آلة الدمار الصهيونية.
2/ نتقدم يتعازينا ومواساتنا إلى القيادة الفلسطينية المجاهدة في غزة وإلى أهالي الشهداء والجرحى، سائلين المولى عز وجل أن يرزقهم الصبر والسلوان، وأن ينصرهم على أعدائهم نصرا عزيزا مؤزرا.
3/ ندعو إلى إيقاف العدوان فورا، وفك الحصار الظالم عن غزة، وفتح المعابر، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، وعودة المهجرين إلى ديارهم وأرضهم.
4/ ندعو إلى التلاحم بين الفصائل الفلسطينية، وتوحيد الصفوف لمواجهة الغطرسة الصهيونية، والدفاع عن الأهل والوطن والدين والشرف، واعتماد الحوار الجاد والمسؤول للائتلاف لمواجهة التحديات.
5/ ندعو كافة الشعوب العربية والإسلامية إلى اعتماد كل الوسائل الممكنة والمشروعة للضغط على الأنظمة الحاكمة من أجل اتخاذ موقف شجاع ينهي محنة الشعب الفلسطيني التي طال أمدها.
6/ ندعو إلى نبذ المطبعين واعتبار كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة للأمة.
7/ ندعو إلى قطع العلاقات مع الصهاينة أيا كان الغطاء، والامتناع عن استقبال رموزه الإجرامية.
8/ نطالب السلطات المغربية بعدم التضييق على الأشكال التضامنية والاحتجاجية مع الشعب الفلسطيني.
9/ ندعو الأحزاب، وهيئات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، والمنصفين، ومحبي السلام في العالم إلى التحرك لوضع حد لمعاناة هذا الشعب الفلسطيني المظلوم، وإنهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم.
“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”
ذ.عبد الواحد المتوكل. الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان. الرباط في 28 دجنبر 2008